صور سعوديين ولبنانيين وفلسطينية خطفهم الإرهاب في إسطنبول




المحامية السعودية شهد سمان قالت في آخر رسائلها: قريباً ستفتح لكم صفحة بيضاء لعام جديد

«داعش» يتبنى اعتداء إسطنبول وأنقرة تواصل ملاحقة منفذه


عواصم - وكالات - أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)،أمس، مسؤوليته عن الاعتداء الدامي الذي استهدف ملهى «رينا» الشهير، ليلة عيد رأس السنة واوقع 39 قتيلا في اسطنبول بينما لا تزال السلطات تلاحق منفذه.

وأكد في بيان أن «جنديا من جنود الخلافة الابطال» هاجم «احد أشهر الملاهي الليلية» في اسطنبول بالقنابل والسلاح الرشاش. وأدرج التنظيم العملية في اطار «سلسلة العمليات المباركة التي تخوضها دولة الاسلام ضد تركيا، ردا على دماء المسلمين التي تسفك بقصف طائراتها ومدافعها»، في إشارة إلى التدخل التركي في شمال سورية المستمر منذ اربعة أشهر.

واعتقلت الشرطة التركية، أمس، ثمانية مشتبه فيهم وضعوا قيد التوقيف الاحتياطي في اطار التحقيق حول الاعتداء.

وأكدت صحيفة «حرييت» إن السلطات تعتقد أن المهاجم قد يكون من دولة في اسيا الوسطى.

من ناحيته، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش، إن اعتداء اسطنبول «مختلف كثيراً» عن الهجمات السابقة.

وأضاف أن «العملية في سورية ستستمر الى حين توقف التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية لتركيا».

في غضون ذلك، بعث خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، برقية عزاء ومواساة الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إثر الهجوم، وما نتج عنه من العشرات بين وفيات وإصابات بينهم 7 قتلى سعوديين، ونحو 10 مصابين.

وتداول مغردون صوراً لأصدقائهم وأقاربهم الذين راحوا ضحية العملية الإرهابية، متناقلين آخر الرسائل الواردة منهم ليلة الحادثة.

الشابة المحامية شهد سمان (26 عاما)، التي سخرت نفسها للدفاع عن المظلوم كانت ضمن ضحايا الاهجوم الارهابي، تمنّت في آخر رسائلها على موقع «سناب شات» لمتابعيها «سنة خالية من الأوجاع مليئة بالحب والسعادة»، وقالت: «قريباً ستفتح لكم صفحة بيضاء لعام جديد».

لؤي الشريف‏ قال: «انتقلت إلى رحمة الله في حادث اسطنبول الإرهابي أخت عزيزة وصديقة وفية، الله يرحمك يا لبنى غزنوي، ويجعل مثواك الجنة، ويعوضك ربي شبابك بالفردوس».

كما نشرت «العربية» صورة ضحيتين ذكرت انها للتوأمين السعوديين أحمد ومحمد.

والد ليان: قلت لها لا تسافري



دبي - العربية.نت - من آخر ما كتبته الفلسطينية من عرب اسرائيل ليان زاهر ناصر (19 عاماً) على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينها «فيسبوك»: «يا رب أينما كان الرضا اجعله دائما بقلبي»، «ربي أنت المُيسر وانت المُسهل سهل امري، وحقق مطلبي وسخر لي ما هو خير لي»، «ومع أنفاس هذا الصَباح، اللهم عوضني عن كل شيء أحببته فخسرته، طابت له نفسي فذهب، اللهم إني أعوذ بك من قهر يؤلمني ومن هم يحزنني ومن فكر يقلقني»، «زي ما ترجع لربك بوقت حزنك وتحكيله عن ضياعك، ارجع له بوقت فرحتك واشكره واحكي له عن سعادتك وعن جمال اليوم اللي ابتسمت فيه وبالشكر تدوم النعم»، «لأن ربك يعلم ضعفك وحالك لن يتركك وحدك، اطمئن».

وسادت أجواء من الحزن عائلة القتيلة ليان، حيث قال والدها: «قلت لها لا تسافري».

وبين عرب مطعم «رينا» قتيلان تونسيان وهما: محمد علي العزابي وزوجته سند، الأبوان لابن وحيد عمره 5 أشهر.

ومحمد علي العزابي (41 عاماً)، هو ابن الكولونيل المتقاعد حمادي عزابي، وابن عم مدير الديوان الرئاسي سليم عزابي.

الاستنفار الرسمي بلغ ذروته ومواكبة على الأرض في إسطنبول





لبنان «المفجوع» استقبل بالدموع جثامين ضحاياه الثلاث


| بيروت - «الراي» |

بقي لبنان تحت تأثير «صدمة» المجرزة التي ارتكبها «سفّاح اسطنبول» في ملهى «لا رينا» الشهير والتي أصابت «بلاد الأرز» في «القلب» بسقوط 3 من أبنائها اضافة الى جرْح 11 آخرين أُدخل بينهم 6 الى المستشفيات.

وقد عاد كلٌّ من الياس ورديني (26 عاماً) وريتا الشامي (26 عاماً) وهيكل مسلّم (34 عاماً) مساء امس الى بيروت في نعوش على متن طائرة «الميدل ايست» التي كانت وضعتها الشركة بإيعاز من رئيسيْ الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري بتصرّف أهالي المصابين وبعثة الهيئة العليا للإغاثة ووزارة الخارجية وفريقٍ طبي توجهوا الى اسطنبول مساء الأحد للعمل على نقل الضحايا والجرحى الى لبنان.

ومنذ الساعات الأولى من صباح امس، رفع لبنان مستوى الاستنفار الرسمي لمواكبة هذه الفاجعة واستقبال الضحايا والجرحى الذي كانت التقديرات تشير الى ان 5 منهم يفترض ان يكونوا نُقلوا على متن الطائرة التي زُوّدت بأحدث التجهيزات الطبية وهم ميليسا بالارادو (خطيبة ورديني) ونضال بشرواي (صاحب وكالة معروفة لعرض الأزياء في لبنان) وفرنسوا الاسمر وناصر بشارة وجهاد عبد الخالق، لتبقى الجريحة بشرى الدويهي (كريمة النائب اسطفان الدويهي)، بعدما قدّر الأطباء ان حالها رغم استقرارها تستدعي إبقاءها قيد العلاج في اسطنبول.

وكان الرئيس عون تابع مع الرئيس الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، عمل البعثة الرسمية التي أوفدتها الحكومة الى اسطنبول، واطلع على تفاصيل الزيارات الميدانية التي قام بها اعضاء البعثة للمستشفيات حيث عادوا الجرحى واطلعوا على حاجاتهم واوضاعهم الصحية، كما بحثوا مع السلطات التركية المعنية في اجراءات نقل جثامين الضحايا الثلاث.

وقبل ان يعود الياس ورديني وريتا الشامي وهيكل مسلّم الى بيروت في «علب الموت»، ضجّ لبنان بحكاية كلّ منهم مع الحياة والقدَر الذي جعلهم يقعون فريسة الإرهاب في مدينةٍ أرادوا ان يحتفلوا فيها بانتهاء عام وفتْح صفحةٍ جديدة لم يعلموا انها ستكتب لهم نهايةً مفجعة برصاصات قاتلة.

صور مؤثّرة، وشهادات مُبكية، وحكايا تملؤها الدموع، انتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن الضحايا الثلاث... الياس ورديني الشاب الذي لم تكن الدنيا تتسع لطموحاته والذي ربّته شقيقاته الثلاث منذ ان توفي والداه والذي كان يعمل مدرباً في نادي رياضي وصحي في بيروت. وقد طبعت مفارقتان الموت المأسوي لـ ورديني، الاولى انه استشعر قبل الانطلاق الى تركيا بالخطر الأمني وفكّر إلغاء الرحلة، لكنه لم يكن ممكناً له ولرفاقه استرداد المبلغ الذي دفعوه فقرر المضي في «رحلة الموت». والثانية انه بعد بدء إطلاق النار في «لا رينا» قفز في نهر البوسفور الذي غرق فيه من دون ان يُحسم اذا كان قبل ذلك قد تعرّض للإصابة.




وفي حين شغل هيكل مسلّم مواقع التواصل الاجتماعي، هو «العريس» (مدرّب اللياقة البدنية في نادي التضامن ويملك نادياً رياضياً) الذي لم يمضِ 5 أشهر على زواجه من ميراي خوري التي كانت برفقته ولكنها نجتْ فيما قضى هو برصاصات لدى خروجه من مرحاض الملهى، لم تكن قصة ريتا الشامي (كانت من ضمن مجموعة الياس ورديني) أقلّ تراجيدية، هي التي استشعرت قبل سفرها بالخطر وهو ما أسّرت به في رسالة لإحدى صديقاتها قالت فيها: «انا قلقة جداً من هذه الرحلة، لكن خلص حجزتُ ودفعتُ كل شيء»، كما قالت لشقيقتها: «ان شاء الله منتسلى.. وأكتر شيء ممكن يصير إنوا موت بانفجار وإلحق أمي (توفيت قبل 4 أشهر)».

وكان الرئيس سعد الحريري دان الاعتداء الارهابي في اسطنبول واعتبره «رسالة إلى تركيا ولا سيما الى الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يحاول في مكان ما أن يصل إلى وقف سيل الدماء الحاصل في سورية». وإذ دعا اللبنانيين إلى التنبه «سواء كنا في لبنان أم خارجه»، قال «ولكن يجب ألا نخاف، ويجب ألا نسمح لأحد أن يغيّر لنا طريقة حياتنا. فالإرهاب رسالته الأساسية هي التخويف، وهو ليس له دين، ومَن يقومون به ليسوا سوى مجموعة قتلة ونحن سنحاربهم بكل ما أوتينا من قوة».







0 التعليقات:

إرسال تعليق