ارتباك في البنوك المصريه بسبب مأزق الشهادات ذات العائد 20في الميه




تشهد البنوك ارتباكًا حاليا بسبب إقدام عدد منها على طرح شهادة الـ %20، فى ظل صعوبة توظيف حصيلتها بعائد أعلى يغطى تكلفتها، وقرر بنك «SAIB» غلق باب الاكتتاب فى الشهادة المتميزة الخميس الماضى، بعد أسبوع من طرحها، وفيما يدرس عدد من البنوك إيقاف شهادة الـ %20 خلال وقت قريب، أكد بنكا «الأهلى» و«مصر» استمرار طرح شهادة الادخار الجديدة بفروعهما، وعدم وجود نية لإيقافها قريبا.



وقال مصرفيون، إن مأزق توظيف حصيلة الشهادات، يحاصر بعض البنوك، التى لا تتمتع بمرونة عالية فى هيكل الأصول والخصوم لديها يتيح لها متوسطا مقبولا لتكلفة الأموال، وهو ما قد ينعكس سلبًا على معدل ربحيتها العام المقبل.

وأكد يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلى المصرى - فى تصريحات لـ «المال»- استمرار مصرفه فى الترويج للشهادة الجديدة، وإتاحة الاكتتاب فيها للعملاء، نافيا وجود أى اتجاه حاليا للتوقف عن طرحها، أو حتى دراسة ذلك، قائلا: « لا نفكر مطلقا فى وقف الشهادة الآن أو فى الأجل القصير»، كما لا توجد دراسات أيضا حاليا بشأن تعديل العائد عليها.

وأشار إلى أن حصيلة الاكتتاب فى الشهادتين بلغ 57 مليار جنيه بنهاية تعاملات أمس الأول، مقارنة بـ 45 مليارا الخميس الماضى، لافتا إلى أن %80 من الحصيلة يأتى من كسر ودائع قديمة لعملاء البنك، واسترداد قيمتها والاكتتاب فى الشهادة الجديدة، والباقى بنسبة %20 من إيداعات نقدية جديدة، بالإضافة إلى حصيلة تنازل العملاء عن الدولار «سواء كانت مدخرات بالعملة الأجنبية أو بيع للكاش».




ويرى إسماعيل حسن، رئيس مجلس إدارة بنك مصر إيران للتنمية، أن البنوك لابد أن تسهم فى تحقيق الاستقرار بسوق النقد الأجنبى، وأنه ليس هناك ما يمنع تحملها جزءا من الخسائر عبر تأثر مستوى ربحيتها نسبيًا، فى سبيل تحقيق الاستقرار وإصلاح منظومة الصرف، مشيرا إلى أن الشهادات مرتفعة العائد قد تؤثر سلبًا على مستوى ربحية البنوك التى أقدمت على طرحها، نتيجة ارتفاع تكلفة الأموال لديها بحسب حصيلة وعاء الـ %20، نظرا لصعوبة إعادة تسليف هذه الأموال بفائدة أعلى، تصل %22 كحد أدنى.

وأضاف أن ارتفاع العائد على أذون الخزانة قصيرة الأجل، ووجود أموال منخفضة التكاليف، منها الحسابات الجارية وحسابات التوفير، يسهم نسبيًا فى تخفيف أثر الشهادات مرتفعة العائد، لافتا إلى أن بنوك القطاع حققت معدلات ربحية جيدة فى الشهور الـ 10 الأولى من العام الجارى، وطوال السنوات الماضية، مؤكدًا أن الأوعية مرتفعة العائد تشجع على الادخار بالجنيه، وتحول دون عودة انتشار المضاربة والدولرة.

وكشف عن أن بنكه يدرس وقف الاكتتاب فى شهادة الـ %20 التى طرحها الأسبوع الماضى، ولكن ليس فى وقت قريب، مشيرًا إلى أن القرار سيظل مرهونا باستقرار أوضاع السوق ومستوى السيولة خلال الأيام المقبلة.

ويصل متوسط العائد علي اذون الخزانة اجل 6 شهور %18.46‏ واجل عام %18.9 قبل احتساب الضرائب .

فيما سجل متوسط العائد علي السندات 3 سنوات %18.57‏، في اخر عطاءات المالية.



وأوضح تامر يوسف، رئيس قطاع الخزانة بأحد البنوك، أن تأثر ربحية البنوك من عدمه بشهادات الـ %20 متوقف على مدى مرونة هيكل الأموال والأصول والخصوم، والوزن النسبى لحصيلة الوعاء من إجمالى ودائع البنك، مشيرًا إلى أن إدارة الأصول والخصوم عملية ديناميكية تتم وفقًا لمعطيات السوق، عبر إعادة هيكلة وتشكيل جانبى الأصول والخصوم، وفقًا لمتطلبات السوق، لافتًا إلى أن أثر ارتفاع تكلفة الوعاء على البنوك الكبيرة، سيكون محدودا للغاية لامتلاكها سيولة ضخمة بتكلفة أكثر انخفاضًا.

فى سياق متصل، قال مصرفى بارز بأحد البنوك إن بعض المصارف الأجنبية والخاصة التى لم تقدم على طرح وعاء مماثل لشهادات البنوك العامة ذات عائد الـ %20، لجأت إلى منح سعر فائدة مميزة لعملائها راغبى كسر الودائعن والشهادات القديمة، للحفاظ على ودائعها ومستوى السيولة لديها.

ويعد «SAIB» هو أول بنك يقدم على إيقاف الاكتتاب فى شهادة الـ %20، بعد أسبوع من طرحها، و أن حصيلة الاكتتاب فى الشهادات المتميزة والشهادة الثلاثية بالبنك، وصلت إلى 6 مليارات جنيه، فى حين بلغت حصيلة بيع الدولار إلى 23 مليونا تقريبًا، منذ «تعويم الجنيه» قبل أقل من أسبوعين.

وقال مسئول بالبنك، إن جزءا ليس قليلا من حصيلة الاكتتاب فى الشهادات، عبارة عن تحول العملاء من أوعية ادخارية قائمة بالبنك، إلى الشهادتين سواء ذات الـ %20 ومدتها 18 شهرا أو ذات الـ %16 ومدتها 3 سنوات.

وأكد أحمد أبو الدهب، رئيس قطاع التجزئة المصرفية فى «SAIB» أنه تم وقف الشهادة بالفعل الخميس الماضى، مشيرًا إلى أن بنكه يقيم الوضع حاليًا، ويدرس إمكانية إعادة طرحها لعملاء البنك فقط، فى إطار سعيه للحفاظ على عملائه.

وحول موقف بنك الاستثمار العربى، من استمرار طرح شهادة المصرى التى تقدم عائدا %20 أكد مصدر بالبنك، أن طرح الشهادة لايزال مستمرا بالفروع، ولكن هناك مراجعة مستمرة لموقفها والحصيلة التى تم جمعها، ولم يتقرر حتى الآن إيقاف الاكتتاب فيها إلا أنه أمر قائم، موضحًا أن حصيلة بيع الدولار بالبنك وصلت إلى 16 مليونا منذ «تعويم الجنيه».

وقال إن حجم الاكتتاب فى شهادتى المصرى، والمنال المصرى وصل إلى حوالى مليار جنيه، إذ تم طرح الشهادة الأولى بفائدة %20 ورفع فائدة الثانية إلى %16 بداية من الأسبوع الماضى.

وأوضح رئيس قطاع الخزانة بأحد البنوك - فضل عدم ذكر اسمه - أن وقف بنوك الاكتتاب فى الشهادة بعد طرحها، وتردد البعض بشأن طرح الشهادات ذات الفائدة المرتفعة جدا أمر متوقع، لعدم وجود أداة أو وعاء استثمارى يمنح عائدا أعلى من %20 سواء أذون أو سندات، أو حتى قروض فمن الصعب أن يتم منح قروض بفائدة تصل إلى %23 على الأقل.

وأكد أن هذه الشهادات ستمثل مشكلة كبيرة للبنوك التى طرحتها من دون دراسة جيدة، خوفا من خسارة عملائها لصالح البنوك العامة، التى أشعلت شرارة ماراثون الفائدة، وسيكون من الصعب جدا توظيف هذه الأموال بعائد أعلى من %20 وستضطر لتوظيفها بخسارة لعدم وجود بديل

0 التعليقات:

إرسال تعليق