«نيس» ليست فرنسية فقط.. بل سعودية أيضاً



عندما نسمع كلمة «نيس» تتبادر إلى أذهاننا مدينة نيس الفرنسية، والتي تشتهر بمصايفها وشواطئها الجميلة، ويزورها ملايين السياح كل سنة. لكننا نتحدث هنا عن جبل نيس في الباحة جنوب السعودية، والذي تثير طبيعته الدهشة لجماله، حتى أصبح مقصداً للسياح.

ويُعد جبل نيس أحد أطول الجبال في منطقة الباحة، إذ يصل ارتفاعه إلى 1930 متراً عن سطح البحر، ويقع في إقليم تهامة ضمن نطاق محافظة قلوة. ويسمى بأسماء عدة، منها نيس الأجرد، ونيس الأعسر، ونيس الأقشر، ونيس اليماني، وغيثان. ويوجد شقين على جانبي الجبل، حدثت نتيجة لسيل كبير في يوم أحد من العام 1416هـ، وسمّاه الأهالي بـ«حاشر الأحد».

ويتصل الجبل في سلسلة من الجبال منها، جبل قرعة من الجنوب، وجبل عمود من الشمال، وتلاع من الشرق، والذي بدوره يتصل في سلسلة جبال السروات، ويطل جبل نيس على وادي ريم وقرية السرفة من الناحية الغربية، وعلى وادي محلا وشعب رطمة من الناحية الشرقية، وعلى وادي أشحط وقرية النشم من الناحية الشمالية، فيما يمكن مشاهدته من أماكن بعيدة، نظراً لعلوه الشاهق.

ويوجد في جبل نيس الكثير الحيوانات البرية، مثل السباع، ومنها النمور العربية والذئاب والضباع (الجعري)، والققط البرية (المخنقة)، والوشق والثعالب وغيرها الكثير من الحيوانات، وايضاً به عدد من الحيوانات، منها القرود وأنواع كثيرة من الطيور، ومنها النسور والصقور، وبعضها نادر الوجود، وكذلك طيور النيص، والحجل، والحدأة (الحديا)، والحمام البري، والهدهد، وكثير من الطيور الاخرى والعصافير.




أما عن نباتاته فيوجد به أنواع مختلفة من الأشجار نادرة الوجود، ومن الأشجار التي تكثر به العرعر، وأشجار العتم والحماط (التين) والبن الزهراني والضبر، وبه نخيل أيضاً في أعلاه، وكذلك تنمو فيه الحشائش بكثرة وأنواع كثيرة من الزهور والريحان والكادي والعرفج.

إلا ان هذا الجبل الذي يشد الأنظار نحوه من كل مكان في قلوة، وبكل مناطق السعودية، لا يوجد طريق (مسفلت) له بشكل مباشر، على رغم أنه يربط ويتفرع عن الكثير من الأودية والقرى التي يوجد بها عدد كبير من السكان، مثل وادي سبه، ووادي ريم والسرفة، وأخيراً وادي محلا.



 

وتعدُّ الباحة واحدةٌ من أكثر المناطق المحتضنة للغابات على مستوى المملكة في قطاعي السراة وتهامة، إذ تضم أكثر من 40 غابة حظيت جميعها بتطوير مختلف مرافقها وخدماتها، ومن أبرزها غابة رغدان، وتتنوَّع الغابات باختلاف كثافتها وجريان أوديتها ونوعية أشجارها، ويقصد الزائر خلال موسم الصيف غابات المنطقة للاستمتاع في الخضرة والأجواء المعتدلة، علاوةً على البرامج والفاعليات التي أُعدت لمختلف شرائح وفئات المجتمع.

ويفد آلاف الزائرين والمصطافين على الباحة ومحافظاتها، من داخل المملكة وخارجها، للاستمتاع في طبيعتها الخلاَّبة والطقس المعتدل، الأمر الذي جعل منها واحدةً من أبرز الوُجهات السياحية في المملكة، صيفاً وشتاءً.




اقرأ أيضاً

0 التعليقات:

إرسال تعليق