الغارات على إدلب تحصد العشرات والمعارضة ترفض الانسحاب من حلب



قتل عشرات المدنيين نتيجة غارات روسية، على ما رجّح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، استهدفت مناطق عدة في ريف إدلب، ما أدى إلى إغلاق المدارس والأسواق التي أستهدف بعضها بالقصف. جاء ذلك فيما أحرزت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها تقدماً إضافياً في الأحياء الشرقية من حلب التي رفض مقاتلو المعارضة الانسحاب منها قبل التصويت اليوم على مشروع قرار دولي لوقف النار.
وأفاد «المرصد» بتنفيذ طائرات «يرجح أنها روسية» غارات استهدفت مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل وقرية النقير في ريف إدلب الجنوبي. وتسببت هذه الغارات بمقتل «19 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في معرة النعمان»، وأوضح «المرصد» أن بين القتلى ومعظمهم مدنيون، أربع جثث مجهولة الهوية. وقال مصور لوكالة «فرانس برس» إن الغارات استهدفت سوقاً في المدينة. وأظهرت صور التقطها متطوعون من الدفاع المدني شباناً يعملون على نقل إحدى الضحايا من أمام أحد المحلات.


وفي وقت سابق أمس، استهدفت غارات مماثلة بلدة كفرنبل الواقعة في ريف معرة النعمان وتسببت بمقتل 26 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وفق «المرصد»، فيما قال شهود عيان في كفرنبل لـ «فرانس برس» إن الطائرات الحربية «استهدفت بست غارات منازل المدنيين وسوقاً شعبية مكتظة». وأضافوا أن الأهالي أغلقوا الأسواق والمدارس تخوفاً من غارات إضافية. وعلى جبهة أخرى في إدلب، قتل أمس ستة مدنيين هم امرأتان وأربعة أطفال من عائلة واحدة نتيجة قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على بلدة التمانعة.
في مدينة حلب، واصلت قوات النظام هجومها للسيطرة على كامل الأحياء الشرقية تزامناً مع شنها غارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل مساء الاحد بأن «وحدات من قواتنا تحكم سيطرتها الكاملة على حي كرم الميسر وحي كرم الطحان» وأجزاء من حي قاضي عسكر. وأفاد «المرصد» بمعارك عنيفة دارت خلال النهار في حي كرم الميسر.
وتسعى قوات النظام الى التقدم والسيطرة على حي الشعار والأحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة الى الانسحاب في شكل كامل الى جنوب الأحياء الشرقية.
وأعلنت روسيا، أبرز حلفاء دمشق الأحد إرسالها قافلة تضم أكثر من ثلاثين شاحنة محملة مساعدات إنسانية الى «السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية» في مدينة حلب، وفق ما أعلن الضابط الروسي نيكولاي بونوماريوف للصحافيين ومن بينهم مراسلة «فرانس برس» في غرب المدينة. وتضم قافلة المساعدات التي سيتم توزيعها لاحقاً، ملابس للشتاء وبطانيات ومساعدات غذائية.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة سبعة أيام في حلب يمكن تجديدها بعد ذلك. لكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور هذا القرار.
ويدعو مشروع القرار الى أن «يوقف كل الأطراف في النزاع في سورية، بعد ٢٤ ساعة من تبني القرار، كل الاعتداءات على مدينة حلب بكل أنواع الأسلحة والهجمات البرية والجوية، والسماح العاجل لدخول المساعدات الإنسانية لتلبية الحاجات الملحة لفترة ٧ أيام». كما يطلب أن «يطبق كل الأطراف الوقف الكامل للأعمال القتالية في كل سورية وفق قرار مجلس الأمن ٢٢٦٨ على أن يستثني الوقف الأعمال العسكرية التي تستهدف جبهة النصرة وتنظيم داعش وكل المجموعات الإرهابية وفق تصنيف المجلس»، إضافة الى طلبه «من كل الأطراف وخصوصاً السلطات السورية أن تتقيد فوراً بكل التزاماتها وواجباتها بموجب القانون الدولي، ويؤكد أن الانتهاكات المرتكبة في سورية يجب ألا تمر من دون عقاب».
الى ذلك، أعلنت أربعة من كبرى الفصائل المعارضة في جنوب سورية عن اندماجها في تشكيلٍ جديدٍ أطلقت عليه اسم «جيش الثورة». وقالت في بيان أن هدفها «قتال النظام والتنظيمات الإرهابية التكفيرية».

0 التعليقات:

إرسال تعليق