كيف تكون الكويت أسوأ دولة في العالم لإقامة الوافدين، والوافدون يدفعون مبالغ طائلة من أجل العمل في الكويت، وتعدادهم تجاوز الثلاثة ملايين، وكثيرون منهم يعيشون فيها منذ عقود؟
تلك كانت ردة الفعل النيابية الأولية على تصنيف مؤسسة «إنترنيشنز» الدولية للكويت، معتبرة في المقام نفسه أن 35 في المئة فقط من الوافدين وصفوا الكويتيين بـ «الودودين» مقابل نسبة 87 في المئة في سلطنة عمان؟
ودعا عدد من النواب الى مجابهة «التقرير المجحف وغير المنصف» باستبيان «حقيقي يوثق لحياة الوافدين في الكويت وما يتمتعون به من حقوق، دون نسيان الإشارة الى حالات الزواج، بين كويتيين وغير كويتيات، وكويتيات وغير كويتيين، ما يدلل على أجواء الحرية والانفتاح التي يتمتع بها المقيمون في الكويت»، مشددين على أن الكويت هي الوجهة الأفضل للوافدين الذين يفضلونها على سائر دول المنطقة، ما يشي بأن تقرير المؤسسة الدولية «مسيّس وتم وضعه لغرض في نفس يعقوب».
وأوضح رئيس مجلس الأمة بالإنابة مبارك الخرينج أن تصنيف مؤسسة «إنترنيشنز» مجحف وغير منصف، خصوصاً اذا عرفنا ان «الكويت تعتبر افضل بلد عربي وخليجي يتمتع فيه المواطن والوافد على حد سواء بقدر كبير من الحرية والعلاج والتعليم والخدمات».
وقال الخرينج لـ «الراي» إن حقوق الانسان مكفولة في الكويت ولا يوجد بلد في العالم يتمتع فيه الوافد بحقوقه كما هو الحال في الكويت، ونحن نعيش في بلد الانسانية وأميرنا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد هو أمير الانسانية، والكل يعلم حجم المساعدات التي تقدمها الكويت للوافدين.
وطالب الخرينج «باستبيان حقيقي وليس مسيساً ينصف الكويت ويكشف حقيقة معيشة الوافدين فيها، الذين ينعمون بالحياة الكريمة، ولن يحجر على رأي أي شخص ولكن نريد استبياناً منطقياً تنصف فيه الكويت».
ولفت الخرينج إلى ان «ما يقال عن الشعب الكويتي وأنه غير ودود تزييف للحقائق وغير واقعي، واذا تعاملت بعض الشركات بشكل سلبي مع الوافدين فإن وزارة الشؤون تستطيع تحصيل حقوقهم، ونحن لا نقبل ظلم احد، وعموماً فقد عُرِف عن الشعب الكويتي التعامل الراقي مع الوافدين، ومثل هذه الدراسات المسيسة لا ينظر إليها».
واستغرب النائب خليل الصالح احتلال الكويت المرتبة الأخيرة خليجياً وعالمياً ضمن تصنيف مؤسسة «انترنيشنز» الدولية لأفضل وأسوأ الوجهات حول العالم لإقامة الوافدين، مؤكداً أن «الوافدين يدفعون مبالغ مالية طائلة من أجل العمل في الكويت».
وقال الصالح لـ «الراي» إن الكويت تعتبر من أكثر الدول التي تولي اهتماماً خاصاً بالوافدين، حيث توافر لهم العيش الكريم والطبابة والكثير من الخدمات بسعر رمزي، وحتماً هناك خطأ في التقرير المعد، والوافدون يقصدون الكويت منذ عقود وهي البلد الذي يفضلونه على سائر دول المنطقة.
وأكد النائب عبد الله المعيوف ان «نتائج الدراسة التي قامت بها مؤسسة دولية وادعت فيها ان الكويت أسوأ دولة في العالم لإقامة الوافدين تحتوي على معلومات مغلوطة وغير صحيحة، ومثل هذه المؤسسات تهدف الى الانتقاص من حق الكويت في المحافل الدولية لغايات واهداف في نفسها».
وشدد المعيوف لـ «الراي» على ان حقوق الوافدين في الكويت مكفولة، سواء من صحة وتعليم وتوظيف وأمور أخرى «ونستطيع ان نقول ان حال المقيم كحال الكويتي في الحقوق والواجبات»، مؤكداً ان «الحملة التي تقوم بها بعض المؤسسات الدولية مغرضة وهدفها النيل من الكويت وتشويه سمعتها وهذا مرفوض البتة».
وذكر المعيوف أن هناك وافدين يتزوجون من كويتيات وفي المقابل يتزوج كويتيون من وافدات وتنشأ علاقة مصاهرة، والحكومة الكويتية تعامل أبناء الكويتيات الوافدين معاملة ممتازة ولهم الأولوية في التوظيف والتعليم.
وشدد المعيوف على ضرورة ان تقوم الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية بمتابعة مثل هذه المؤسسات ومقاضاتها لان «هدفها ضرب التلاحم بين الكويتيين والوافدين، ويجب إجراء استبيانات حقيقية تمثل نظرة الوافدين الحقيقية للكويتيين كي لا ندع الفرصة لأصحاب الأهواء والمصالح لنقل صورة غير حقيقية عن طبيعة الشعب الكويتي وسلوكياته».
ورأى رئيس لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية النائب سلطان اللغيصم أن «نتائج الدراسة غير صحيحة ولا يمكن تصديقها، وأهل الكويت جبلوا على الكرم والتعامل بود مع الضيوف»، مؤكداً أن «مثل هذه الدراسات غير المنصفة ليس لها تأثير ويقوم بها أشخاص لديهم أجندات تخصهم ولا أسس علمية للاستبيانات التي تجرى».
وقال اللغيصم لـ «الراي» إن كانت الكويت أسوأ دولة في العالم لإقامة الوافدين فلماذا يقصدونها للعمل «ومن يرصد عدد السكان يجد أن الكويت تكتظ بالوافدين ومن الجنسيات كافة، وعدد الوافدين تجاوز الثلاثة ملايين»، مشدداً على أن «الكويت بلد أبوابه مشرعة لطالب الرزق وحقوق الوافدين فيها مصونة، ونحن في دولة مؤسسات وكل فرد سواء كان مواطناً أو وافداً يتم التعامل معه وفق القانون».
وقال النائب كامل العوضي لـ «الراي» إن الدراسة التي قامت بها مؤسسة «إنترنيشنز» تفتقر إلى الكثير من المصداقية والمنطق البسيط، بدليل تهافت العمالة على الكويت من دول كثيرة حول العالم، مشيراً إلى أن كل فرد يأتي إلى الكويت يقوم بعد فترة بسيطة بمحاولات كثيرة لاستقدام أهله وأقربائه وأصدقائه، وهو ما يعني بأنه وجد مكاناً مناسباً للإقامة والعمل بشكل أفضل بكثير من بلاده الأصلية.
وأضاف العوضي أن نسبة الوافدين في الكويت تتجاوز 70 في المئة من عدد السكان حيث يبلغ عدد الوافدين 2.7 مليون وعدد المواطنين 1.3 مليون، وهو ما يعكس مرونة الكويت تجاه الوافدين وسهولة وصولهم إليها، على الرغم من أن الوافدين يشكلون ضغوطاً هائلة على الخدمات بأنواعها كافة وكذلك البنية التحتية وحتى الاقتصاد الوطني.
وأشار العوضي الى أن تحويلات الوافدين إلى بلدانهم غير محددة من قبل الدولة، ولهم حرية تحويل ما يشاءون من أموال إلى أهلهم دون أي ضرائب أو قيود، وهذا الأمر غير موجود في دول أخرى كثيرة، لافتاً إلى أن الكويت وحسب البنك الدولي، احتلت المركز الثالث خليجياً والسابع عالمياً على قائمة التحويلات الصادرة منها إلى شتى دول العالم خلال الفترة من منتصف عام 2014 إلى منتصف عام 2015، إذ بلغ إجمالي التحويلات النقدية من الكويت للخارج 18.1 مليار دولار أميركي وهو ما يعادل 53 في المئة من الإيرادات النفطية.
ولفت العوضي إلى أن التقرير الذي أصدرته المؤسسة الدولية يستند إلى 5 مؤشرات أساسية، وهي جودة الحياة، سهولة الاندماج في المجتمع، الوضع المالي والحياة العائلية، فضلاً عن مؤشر العمل أو الوضع الوظيفي، إلى جانب عدد من المؤشرات الفرعية التابعة لكل مؤشر أساسي، مبيناً بأن الوافد يشترك مع المواطن في كل الخدمات من كهرباء ومياه وبنزين وأسواق ومستشفيات ومدارس، وأن الاندماج في المجتمع عائد للوافد نفسه وليس للمجتمع الجديد، وأن الوضع المالي تحدده مؤهلات الوافد وقدراته، وهناك وافدون يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه المواطن الكويتي، مشيراً إلى بعض الميزات البسيطة التي يتمتع بها المواطن من تموين وبدل سكن وهي ليست مقياساً يبنى عليه.
وتساءل العوضي: كم عدد الأشخاص من الوافدين الذين تم استفتاؤهم، فهل تم سؤال مئة أو مئتين منهم مثلاً، مشيراً إلى أن تأكيد 35 في المئة من الوافدين الذين شملهم التقرير بأن الشعب الكويتي شعب ودود «هو أمر مضحك إذا إنه لا يمكن أن يتم الحكم على شعب بأكمله بهذه الطريقة الساذجة، وإذا أرادوا أن يعرفوا علاقة الشعب الكويتي بالآخرين فليذهبوا إلى أعراسه وإلى مجالس العزاء ليروا الوافدين مع الكويتيين يفرحون ويحزنون معاً».
0 التعليقات:
إرسال تعليق