تتبعت «الأنباء» تطور نصيب الفرد من الناتج المحلي والذي يمثل مؤشرا على دخل الفرد ومستواه المعيشي في دول الخليج منذ بلوغ أسعار النفط لقمة الارتفاعات وصولا الى الانهيارات الأخيرة، ليتبين ان نصيب الفرد من الناتج المحلي بالكويت جاء الأكثر تراجعا بما نسبته 41% بالسنوات الأربع الماضية في ظل غياب التنوع عن النشاط الاقتصادي، في حين ثبتت السعودية بشكل كبير، وعلى الرغم من كون قطر الأعلى دخلا بين الدول الا انها كانت الأكثر تذبذبا.
ويعتبر نصيب الفرد من الناتج المحلي متوسطا لدخل الفرد سنويا وبتوقع تراجع نسبته 8% في الناتج المحلي خلال العام الحالي ومع افتراض بقاء اسعار النفط اقل من 50 دولارا للبرميل، فإن متوسط دخل الفرد سيصل الى 7450 دينارا سنويا أي قرابة 621 دينارا شهريا.
وكانت للتداعيات والتأثيرات المباشرة لانخفاض أسعار النفط بأكثر من 60% خلال العامين الماضيين اثرا سلبيا على الناتج المحلي الإجمالي للكويت حيث انخفض بنسبة 6% خلال عام 2014 ليسجل 46.3 مليار دينار (153 مليار دولار)، اما التأثير الأكبر فكان خلال عام 2015 بانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الكويتي بنسبة 26% ليسجل 34.3 مليار دينار (113 مليار دولار).
وفي ظل بقاء أسعار النفط منخفضة تحت مستوى الـ 50 دولارا للبرميل فمن المتوقع ان يستمر الناتج المحلي الإجمالي الكويتي بالانخفاض في عام 2016 وبنسبة 10% ليسجل 31 مليار دينار (102 مليار دولار).
انخفاض مستمر
وان متوسط دخل الفرد او ما يسمى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الكويتي GDP Per Capita في انخفاض مستمر منذ عام 2012، حيث بلغ في تلك السنة مستوياته القياسية عند 12.740 دينارا (44.600 دولار) ليعكس مساره الصعودي وينخفض خلال عام 2013 الى 12.460 دينارا (41.107 دولارا) وبعدها انخفض بنسبة 9% خلال عام 2014 ليسجل 11.311 دينارا (37.327 دولارا).
بينما الانهيار كان عام 2015 بنسبة 28% ليسجل أدنى مستوى له في 11 سنة عند 8.095 دينارا (26.714 دولارا) وهذا المستوى اقل من أرقام عام 2005 حيث بلغ حينها 7.888 دينارا.
هبوط النفط
والجدير ذكره انه في سنوات الأزمة المالية وانهيار أسعار النفط في 2008 و2009 و2010 لم يصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الى مستوياته الحالية حيث بلغ في عام 2009 نحو 8.751 دينارا و9.235 دينارا في عام 2010.
ومن هنا التحدي المستقبلي في دفع نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في السنوات المقبلة، حيث من المتوقع ان ينخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2016 بنسبة 8% ليسجل 7.450 دينارا (24.600 دولار).
وبالمقارنة مع السعودية نلاحظ ان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السعودي كان اقل تأثرا بشكل سلبي خلال فترة انهيار أسعار النفط، حيث تنوع النشاط الاقتصادي حسب القطاعات أفضل من الكويت.
فمتوسط دخل الفرد وصل الى اعلى مستوياته في عام 2012 عند 25.140 دولارا وبإجمالي عدد سكان حينها بلغ 29.2 مليون نسمة لينخفض خلال عامي 2013 و2014 فقط بنسبة 1.3% وبعدها بشكل حاد خلال عام 2015 الى 20.494 دولارا سنويا وبنسبة انخفاض 16% ليعود لمستوياته المسجلة في عام 2008.
مقارنات مع الكويت
وبمقارنة ارقام عام 2015 ما بين الكويت والسعودية نلاحظ ان متوسط دخل الفرد في الكويت أعلى بقليل حيث بلغ 26، 714 دولارا وبعدد سكان بلغ نحو 3.9 ملايين نسمة، بينما في السعودية بلغ عدد السكان 31.5 مليون نسمة وبمتوسط دخل الفرد يساوي 20، 494 دولارا.
اما في قطر فمتوسط دخل الفرد متذبذب جدا بالرغم من تسجيله اعلى الأرقام بين دول العالم.
بعد ان سجل أرقاما قياسية في عام 2012 عند مستوى 103.688 دولارا سنويا بدأ نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي القطري مرحلة الهبوط الى 100.630 دولارا لعام 2013 و94.688 دولارا لعام 2014 وينخفض بعدها بنسبة 21% خلال عام 2015 ليسجل 74.631 دولارا وبعدد سكان بلغ نحو 2.4 مليون نسمة.
الأنباء
0 التعليقات:
إرسال تعليق