لجنة بيل ( بالإنجليزية: Peel Commission ) وتعرف رسميا باسم اللجنة الملكية لفلسطين كانت لجنة تحقيق ملكية بريطانية نظمت لاقتراح تغييرات على الانتداب البريطانى على فلسطين فى أعقاب اندلاع الثورة العربية فى فلسطين 1936 - 1939 ،
كان يرأسها الإيرل پيل ( بالإنجليزية: Earl Peel ) ، في 11 نوفمبر/تشرين
الثاني 1936 وصلت اللجنة فلسطين للتحقيق في الأسباب وراء الانتفاضة، وعادت
في 18 يناير/كانون الثاني 1937 ، جاء في تقرير اللجنة الذي نشر في 8 يوليو
1937 اقتراحًا بإنشاء ثلاث أقاليم في فلسطين ، إقليم تحت الانتداب البريطاني
يضم بيت لحم والناصرة، ودولة يهودية، ويتحد جزء مع شرق الأردن ويكونا دولة
عربية
استشاط الفلسطينيون غضبًا نتيجة هذه التوصيات ، فهم لم يقبلوا بالوجود الصهيوني في فلسطين أصلاً ، فما بالك بإعطاء الصهاينة حق السيادة على التراب الفلسطيني ضمن الدولة اليهودية المقترحة، وهذا الحل أوقع مئات القرى الفلسطينية في نطاق دولة يهودية، وحكم على الآلاف من الفلسطينيين أن يصبحوا أقلية في وطنهم ، كذلك يتيح هذا الحل للدولة اليهودية الاستحواذ على 33 من مجموع مساحة البلاد في وقت لم تكن الملكيات اليهودية فيه تتجاوز 6,5 من أراضي فلسطين.
وخشي الفلسطينيون مصادرة أراضيهم داخل الدولة اليهودية من خلال تطبيق
الخطوط العامة لسياسة الصندوق القومي اليهودي ، كما أنهم تخوفوا من توصية
اللجنة بإبعادهم قسرًا إذ لزم الأمر خارج الدولة اليهودية ، حتى إن اللجنة
نفسها بدا عليها الارتباك عند إيجازها الأفكار الرئيسية في التقرير، حين
ذكرت في نقاط أنه بالنظر إلى ما يعنيه إمكان إيجاد ملجأ في فلسطين لعدة
آلاف من اليهود المعذبين، فهل تكون الخسارة المترتبة على التقسيم، مهما يكن
عظمها، أكثر مما يتحمله الجود العربي ؟.
ويمكن القول بوجه عام بأن تقرير لجنة بيل كان محاولة بارعة لحل مأزق
السياسة البريطانية الاستعمارية في المنطقة، فهو يحقق للحركة الصهيونية
مطلبها الأساسي في تأسيس "وطن قومي لليهود" ويحاول في الوقت نفسه امتصاص
الغضب العربي عن طريق منح الفلسطينيين نوعاً من الاستقلال الشكلي الذي يضمن
استمرار السيطرة الاستعمارية البريطانية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق